يتعامل عالم العلوم مع الحقائق والإثباتات التجريبيّة، ولكنّه لا يركّز على سدّ الفجوات والوصل بين المعتقدات وطرق الحياة. افتتحنا في مركز TEC مساقًا سنويًّا محوسبًا بموضوع علم البيئة وجودة البيئة والاستدامة، كطريقة جديدة ووسيلة مميّزة للوصل ما بين علوم الطبيعة، والعلوم الاجتماعيّة، والثقافة والتكنولوجيا. التدريس في المساق محوسب في بيئة متعدّدة الثقافات، والتي تسدّ الفجوات الجغرافيّة والثقافيّة، وتتيح إمكانيّة إجراء حوار يتّسم بالتفهّم والاحترام المتبادل.

انطلق البرنامج التجريبيّ للمساق في عام 2011 بمشاركة ثلاث كليّات لتأهيل المعلّمين من القطاعات الاجتماعيّة المختلفة: تلبيوت- الكليّة الأكاديميّة للتربية في حولون، والقاسمي- الكليّة الأكاديميّة للتربية، وأورانيم- الكليّة الأكاديميّة للتربية. توسّع نشاط المساق في عام 2012 وتمّ تمريره في سبع كليّات من مناطق وثقافات مختلفة في أنحاء البلاد: الكليّة الأكاديميّة آحفا، القاسمي، الكليّة الأكاديميّة بيت بيرل، الكليّة الأكاديميّة العربيّة للتربية في إسرائيل- حيفا، كليّة ليفشيتس- الكليّة الأكاديميّة الدينيّة للتربية على اسم ليفشيتس، الكليّة الأكاديميّة للتربية على اسم كاي في بئر السبع، وتلبيوت. في عام 2013، انضمّت إلى المساق كليّة أوهلو في كتسرين- الكليّة الأكاديميّة للتربية والعلوم والرياضة.

يتم العمل في بيئات إنترنتيّة تعاونيّة بحسب نموذج TEC. يعمل الطلّاب في المنصّات المبتكرة التي يتم استخدامها في جهاز التعليم. تُنظّم خلال السنة تسعة دروس تزامنيّة عبر الإنترنت يمرّرها طاقم المساق لكلّ الطلّاب المشاركين. بالإضافة إلى مجموعات الطلّاب المختلطة، تتوفّر دروس لا تزامنيّة تتوسّع في موضوع الدرس وتخلق حيّز عمل تعاونيّ في مجموعات الطلّاب.

يتكوّن المساق من مجموعات غير متجانسة، ويوجد موجّه لكل مجموعة هو عضو في طاقم المحاضرين، ويكون مسؤولاً عن نشاط الطلّاب: مرافقة، توجيه وتقييم المهام. يشرف منسّق المساق على كلّ النشاطات ويوجّه المحاضرين.

خلال العام الدراسيّ، يتم تنسيق جولة بيئيّة، كلّ محاضر مع الطلّاب من كليّته. يتمكّن الطلّاب خلال هذه الجولات من مقارنة النتائج في المناطق المختلفة التي تتواجد بها الكليّات المشاركة في المساق. يتم تنسيق لقاء وجهًا لوجه في معهد موفيت في منتصف العام، يشارك فيه الطلّاب وزملائهم، كما يتم غالبًا تنسيق جولة إضافيّة في تلك المنطقة كجزء من البرنامج، ويتم تنسيق لقاء إضافيّ في نهاية العام في إحدى الكليّات المشاركة في المساق.

 

محتويات المساق

مقدّمة لعلوم البيئة، النظم البيئيّة، موازنة المواد، الانتهاك البيئيّ بسبب أعمال الإنسان، الطاقة والغذاء في النظم البيئيّة، العلاقات المتبادلة بين المكوّنات الإحيائيّة، التدخّل البشريّ في الطبيعة، الماء، الهواء، الملوِّثات، تأثير الاحتباس الحراريّ، الثقب في الأوزون، النفايات الصلبة، طرق معالجة النفايات: التقليل في الأصل، إعادة الاستخدام، إعادة التدوير وغيرها، خدمات النظم البيئيّة، البصمة البيئيّة، تطور التفكير البيئيّ، الاستدامة المحليّة، المجتمع والتدخّل، المواطنة النشطة والنشاط السياسيّ.

يلتقي المحاضرون قبل بداية العام الدراسي ليومين لبناء الفريق والتحضير في بيت ضيافة، ويبلورون محتويات المساق وطريقة تقسيم العمل بينهم. عُقدت أيّام بناء الفريق في السنوات الأخيرة في حيفا، عكا، القدس، سديه بوكير، وشلومي. ينكشف معظم المحاضرين في المساق، وكذلك الطلّاب المشاركين به، لأوّل مرّة على الاستخدامات التكنولوجيّة المتقدّمة، ويقومون بتجريبها. يشارك المحاضرون في مؤتمرات يعرضون من خلالها عملهم في هذا المساق.

غالبًا ما تثير طبيعة المساق وطريقة إدارته فضول الطلّاب وتساهم في تعليمهم، أو كما عبّرت إحدى الطالبات: “أعتقد أنّ كلّ واحد يأتي بطريقة تفكير خاصّة به وبأفكار من الثقافة التي يعيش بها. من المثير الاستماع لعدّة توجّهات، ناهيك عن موضوع الوحدة- والذي هو بالتأكيد أمر هام في بلادنا”.

يطوّر ويجدّد طاقم المساق المواد ونشاطات الطلّاب في كلّ عام، وذلك لمواجهة التحدّيات التربويّة على ضوء التغييرات الجارية والمتوقّعة في المجتمع.

إلبوم الصور: