نموذج تربويّ مبتكر يناسب المجتمعات المتعدّدة الثقافات
تمّ تطوير هذا النموذج من قِبَل مؤسِّسات مركز TEC د. ميري شينفيلد، د. أسماء نادر غنايم ود. إيلين خوطر، وذلك من أجل تطوير الثقة ببيئة التعلّم التعاونيّة عبر الإنترنت. يوسّع هذا النموذج نظريّة الاتّصال (Contact Hypothesis) التابعة لأولبورت (Allport, 1954)، والتي بحسبها يمكن تقليل الصور النمطيّة والآراء المسبقة من خلال تواصل عن قرب بين أشخاص يأتون من مجموعات مختلفة ذات مكانة مشابهة، ومصالح مشتركة ومهمّة مشابهة، بحيث تدعم مؤسّسة ما هذا التواصل. بحسب نموذج TEC، تستند الروابط بين مجموعات في صراع على الإنترنت، بالأساس. تدريجيًّا، تتطوّر روابط بين الطلّاب وتنشأ بينهم الثقة: العلاقة نصيّة بالبداية، ومن ثمّ صوتيّة، وأخيرًا يكون لقاء وجهًا لوجه.
المركّبات الأساسيّة للنموذج:
- لقاءات: فترة تعارف لمدّة سنة بجو غير تنافسيّ، وتشمل تعارف اجتماعيّ تدريجيّ. يتطوّر العمل في المساق بحسب الترتيب التالي: عمل جماعيّ لا متزامن، عمل متزامن سماعيّ، عمل متزامن يدمج الصوت والصورة (مؤتمر فيديو، في مساقات الطلّاب) ولقاء وجهًا لوجه.
- المحتوى التعليمي والتقييم: تستند المهمّة الرئيسيّة في المساق (طلّاب) على أسلوب التعلّم القائم على حلّ المشاكل (PBL) والتي يوازي تطويرها مستوى اللقاءات والمواضيع التي يتمّ تعليمها. يحصل الطلّاب على قائمة مواضيع، وبإمكانهم اقتراح مواضيع إضافيّة ذات صلة سيتم تطوير مخرجاتها كوحدات تعليم يستخدمها كلّ المعلّمون في الشبكة. يتم تقييم المهام الجماعيّة بحسب مؤشّرات يضعها الطاقم التدريسيّ في المساق، وهي تشمل مكوّنات تتعلّق بالتعاون بين أفراد المجموعة بحيث تكون العلامة مركّبة من علامة شخصيّة وعلامة جماعيّة. يتم استعراض المشاريع الجماعيّة في نهاية العام الدراسيّ.
- تكنولوجيا: يشمل الانكشاف على أدوات تكنولوجيّة حديثة متزامنة ولا متزامنة، واستخدام وتقييم هذه الأدوات، يشمل أدوات تتيح إنشاء روابط بين المشاركين البعيدين عن بعض (فعليًّا وثقافيًّا)، كما تتيح العمل الجماعيّ. تعتبر هذه الأدوات أدوات تفاعليّة لجيل المعلّمين الجدد. يكشف المساق ويشدّد على طرق استخدام الأدوات التكنولوجيّة الإنترنتيّة، وملاءمتها للمحتوى التعليميّ وللعمل الجماعيّ عبر الإنترنت.
TEC، الآخر هو أنا، الآخر هو أيضًا آخر
يهدف النموذج إلى تأسيس ثقة وتواصل من خلال التعلّم التعاونيّ من خلال مجموعات صغيرة متعدّدة الثقافات (ستّة أولاد من ثلاثة قطاعات اجتماعيّة في كلّ مجموعة)، وهو مبني على التقدّم التدريجيّ: من التواصل عبر الإنترنت الذي يضمن أسس متساوية- وحتّى لقاء وجهًا لوجه. يلتقي الأولاد بشكلٍ أسبوعي طيلة العام الدراسيّ من خلال شبكة اجتماعيّة آمنة تمّ تطويرها وبناءها خصّيصًا من أجلهم، وذلك من أجل إنشاء حوار حول المواضيع المتعدّدة الثقافات ذات الصلة لحياتهم، ومن أجل تعريفهم على “الآخر”. يتيح اللقاء الحميميّ في المجموعات بناء علاقات ثقة بين الأولاد، وتصل ذروة السيرورة التعليميّة المشتركة في اللقاء وجهًا لوجه، والذي يستضيف فيه الأولاد أصدقاءهم في التعلّم في إحدى المدارس الشريكة لهذا الحوار. لتطبيق البرنامج ولقيادة الأولاد لحوار تربويّ إيجابيّ يساعدهم على التقدّم، يتم تأهيل المعلّمين حول موضوع التعدّديّة الثقافيّة، ويمرّ المعلّمون بأنفسهم سيرورة تعارف وبناء علاقات ثقة مع المعلّمين الزملاء من جميع القطاعات الاجتماعيّة. يتم تبنّي نموذج TEC الآن في عدّة دول حول العالم، كما يتم تطبيقه من أجل تطوير حوار متعدّد الثقافات بين الأولاد من ثقافات مختلفة.
خلال التعلم التعاونيّ، يتعرّف الأولاد على النصوص التقليديّة من تراثهم، كما يتعرّفون على النصوص التقليديّة التابعة لأبناء الديانات والثقافات الأخرى. يلتقي الطلّاب في النصوص التي يتعلّمونها التي لديها القاسم المشترك، وهو الديانات المختلفة. على سبيل المثال: العلاقة مع الآخر/المسنّ/الموسيقى بالنسبة للمجموعات المختلفة، وذلك من منظور إنسانيّ وعاطفيّ للآخر واستيعاب الأمور المختلفة والمشتركة بينهما. يتعرّف الطلّاب على المساهمة المحتملة لبعضهم البعض.